ثقافة المائدة عند الصينيين
على مدى نحو ألف عام من التطور الزراعي، اكتشف الصينيون عددا وافرا من المنتجات النباتية الصالحة للأكل. والنباتيون لهم في الصين تاريخ يعود إلى آلاف السنين. وتشمل الوجبة النباتية الصينية، ليس فقط الحبوب والخضراوات، وإنما أيضا الفول بأنواعه، الفطر، الجذور، البقوليات، فول الصويا وبراعم الخيزران.
وقد وظف طهاة الأطعمة النباتية في الصين العديد من الطرق المعقدة لابتكار جملة واسعة من الأطباق، ومنها أطباق الدوفو (جبن فول الصويا) والمرق والطهي على النار الهادئة، أي ما يُسمى في الغرب بالسوتيه. وقد وصل المطبخ الصيني النباتي قمة ازدهاره خلال فترة تانغ- سونغ (618- 1127م).
في ذلك الوقت كان يوجد أكثر من مائة نوع من أطباق الخضار في مطاعم النباتيين بعاصمة أسرة سونغ، وحظيت كتب تعليم الطهي بانتشار واسع في تلك الفترة. وبحلول فترة مينغ- تشينغ (1368- 1911م) ظهرت أنماط من المطابخ النباتية البوذية والإمبراطورية والشعبية، وكانت هناك مطاعم نباتية مشهورة في كافة أرجاء الصين، يذهب إليها خصيصا عشاق الأطعمة النباتية.
ومن أجل جذب زبائن أكثر طورت مطاعم النباتيين عددا من الأطباق النباتية تحاكي أطباق اللحوم، ومن بينها أطباق الدجاج النباتي، السمك النباتي واللحم المحمر النباتي، كل طبق له مذاق الطبق الذي يحاكيه. وتنتشر حاليا في بكين والمدن الصينية الكبرى مطاعم نباتية خاصة ولكن أسعارها في العادة أغلى من المطاعم العادية.
|